أعرب بعض نجوم الفن بمصر عن فرحتهم بالمظاهرات التي عمت الشوارع المصرية في «يوم الغضب»، أمس الأول، مؤكدين أن من حق أفراد الشعب أن يطالبوا بحقوقهم وهي زيادة الأجور والقضاء على البطالة التي تزداد يوما تلو الآخر، أعرب آخرون عن خشيتهم من حدوث فوضى في البلاد مثلما حدث بتونس.
كانت البداية مع الفنان خالد الصاوي الذي أوقف تصوير مسلسل «الفاجومي» تضامناً مع مظاهرات الشعب المصري وكتب على صفحته على فيس بوك «أنا مضرب اليوم عن العمل تأييدا للمطالب الشعبية السلمية والعادلة في الخبز والحرية والكرامة»، وغيرها من الجمل التي تعبر عن وطنيته ومساندته للشعب، وحث المصريين على التعبير عن رأيهم بشكل متحضر، وهو عمل مظاهرات سلمية بعيدا عن العنف للحصول على حقوقهم، كما كتب على صفحته كلمات أغنية راب بعنوان «الغضب» التي كان قد قدمها عام 2004، وهي من ألحان حسام شتا، وأعادها مرة أخرى، وتتضمن الأغنية كلمات وطنية تحث الشعب على التظاهر.
أول مرة أعرف معنى الضرب
أما المخرج عمرو سلامة الذي اشترك في المظاهرات فقد تعرض للضرب من قبل قوات الأمن وحطموا تليفونه المحمول، أثناء اعتصامه مع عشرات الناشطين والشخصيات العامة أمام دار الحكمة ونقابة الأطباء.. عمرو كتب على تويتر: أول مرة في حياتي أعرف كيف يُضرَب المتظاهرون فقد كسروا موبايلي وأدخلوني إلى عمارة بعيدا عن الكاميرات ولكن «أولاد الحلال» هرَّبوني، وأنا لا ألوم من ضربوني، أنا ألوم كل مصري لم ينزل معنا ولا يعجبه حال بلده، شكرا لكل الناس الذين اطمأنوا عليّ.. وأضاف: «الدكتور لسه نازل من عندي وأنا كويس.. كلها حاجات بسيطة إن شاء الله، المهم التجربة دي يبقى لها فايدة ونتيجة لمصر، والضربة اللي ما موتتنيش هتقويني».
مطالب عادلة
أما الفنان عمرو واكد فكتب في صفحته على فيس بوك: «من حقنا أن نحلم بالتغيير الذي يجعلنا دولة متحضرة ومتقدمة؛ التغيير الذي يجعل المواطن ماشي رافع راسه في بلده وفي أي مكان في العالم؛ التغيير الذي سيبقى ويستمر. والبقاء -زي ما إحنا عارفين- للأصلح. أنا لست خبيرا سياسيا ولكني درست الاقتصاد. وأعرض هنا وجهة نظري الشخصية اللي هي عزيزة عليا. هذا لا يعني أنها لازم تبقى عزيزة عليكم أو بالضرورة إني فاهم.. أنا بالأحرى بحاول أفهم. المظاهرات والاعتصامات هي أهم وسائل الضغط الشعبي على الحكومات والأنظمة حين يختلف الطرفان. في أغلب الدول اللي بتحاول تبقى ديمقراطية بيبقى فيه مساهمة فعالة وحيوية من الأحزاب والنقابات والحركات السياسية إلى جانب المجتمع المدني للتضامن في رصد طلبات الشعب. دي المظاهرات والاعتصامات. أول خطوة للتغيير الإيجابي هو واجب وضرورة أي مواطن إنه ينشط سياسياً شوية ويضع ثقة أكبر في قوة الضغط بالمظاهرات والاعتصامات ويدافع عن حريتها بل ويساهم في خلق المناخ الملائم لازدهار هذه الحرية. هذا المناخ الملائم يهيَّأ تلقائياً بمشاركة المواطن في مثل هذه الضغوط. والمشاركة دي برضه هي أساس الشفافية. وإذا لم يشارك المواطن إذاً فليس من حقه أن يلوم السلطة على ما تفعله به. ولكن عليه بالتغيير. التغيير اللي هو المشاركة وإذا لم نشارك حتماً فلن نتغير. إذا سعينا إلى المشاركة فستكون رحلة إلى الصواب أعتقد، لكن علينا ألا نحبط من نتائجها الأولى أو نتائجها المرحلية عامةً، بل يجب أن نؤمن بها ونتحلى بالصبر في شأنها. ومظاهرة يوم 25 يناير نتيجتها قد تؤلم البعض وقد تحبط الآخرين؛ ولذلك علينا ألا نحبط إن لم تنجح مظاهرة 25 يناير في تحقيق ما نريده منها ونترك لإحباطنا الحبل للتوقف عن المحاولة. يجب أن نتعامل مع هذه الفعاليات كخطوات على الطريق أو منفذ إلى الرؤية الأفضل في النهاية.. أخيراً حيث إني طوّلت، طلباتي مش كتير دلوقتي بس هتزيد بعدين لما يبقى فيه حد تاني يسمع وهي: إعادة انتخابات مجلس الشعب 2010 والاستجابة إلى قرارات المحكمة في رفع الحد الأدنى للأجور وإلغاء قانون الطوارئ ورفع الحظر عن الحركات السياسية وتحرير كل النقابات المخطوفة».. كما كتب في النهاية: «الإصلاح والتغيير ليسا منة من أحد.. هذا حقنا».
من ناحيه أخرى لم يكتفِ عمرو واكد بذلك حيث اشترك في المظاهرات ونزل إلى ميدان التحرير بالقاهرة وقام بتوزيع زجاجات مياه معدنية على المتظاهرين. وأشار واكد إلى أنه خرج لأن صوت الشعب يجب أن يصل وأن يسمع الجميع صوت الشعب المصري ومن الحكمة أن تسمعه السلطة وتلبي طلباته فورا، ولا بد من وجود تضامن شعبي فوري وحاد ولأسباب متعددة منها حقنا في قيادة جديدة وأن نعرف حقوقنا كمواطنين شرفاء أحرار.
نعم للتغيير
أما الفنان خالد أبوالنجا فأعلن تضامنه مع المظاهرات مؤكداً أن من حق كل مواطن أن يحصل على فرصة عمل ويحصل على أجر عادل يؤمِّن له حياة كريمة. ومن ناحية أخرى وقع خالد أبوالنجا على بيان الجمعية الوطنية للتغيير التي يرأسها الدكتور محمد البرادعي الذي يحمل عنوان «معاً سنغير»، ولم يكتفِ بذلك حيث دعا جميع المصريين للتوقيع على البيان مثلما حدث مع سعد زغلول قديما عندما وقع المصريون على وثيقه تفويضه للمطالبة برحيل الإنجليز عن مصر وأن التاريخ سيتكرر الآن مع البرادعي لأن معظم المصريين يريدون هذا التغيير بسبب الحالة السيئة التي نعيشها.
لا لتوريث الحكم
كذلك أعلن الفنان فاروق الفيشاوي عن سعادته بالمظاهرة مؤكداً أن الشعب ملَّ من الظروف السيئة التي يعيشها وأن خروجه للتعبير عن غضبه هو النتيجة الطبيعية لهذه الظروف. ومن ناحية أخرى أعلن الفنان فاروق الفيشاوي أنه ضد سياسة التوريث وأنه لن ينتخب جمال مبارك إذا قام بترشيح نفسه وسينتخب البرادعي الذي دعا للتغيير.
الفوضى
أما الفنان عادل إمام، المعروف بقربه من النظام، فقد أكد رفضه لتلك المظاهرات وقال إنها قد تؤدي إلى حالة من الفوضى بمصر مثلما حدث بتونس، وستؤدي إلى ضياع ما بناه الشعب المصري طيلة السنوات الماضية، وهو رأي يعبر عن قطاع كبير من الشعب المصري